الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
184853 مشاهدة print word pdf
line-top
القرآن يحث على التفكر في الكون

...............................................................................


وإذا قرأ القرآن مثلا وجد أن الله تعالى يحث عباده على أن يتفكروا وعلى أن يعتبروا بالآيات الكونية التي نصبها لعباده، فمثلا قول الله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا يذكر العباد بأنه جعل لهم الأرض مهادا. والمهاد هو الوطاء أو الفراش اللين الذي يمكن البقاء عليه، وكذلك هذه الأرض فإنها مهاد، وكذلك قول الله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وفي قراءة: الذي جعل لكم الأرض مهادا أي: فراشا، وكذلك في آية أخرى قول الله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا .
لا شك أنها آية عظيمة حيث جعل هذه الأرض وبسطها، وجعلها قرارا قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً إذا تذكر العبد هذه الآية العظيمة عرف بها عظمة الخالق، الذي خلق هذه الأرض وبسطها، ثم فيها ما يدل أيضا على الآيات والعبر؛ ولذلك يقول الله تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ أي: عبر ومواعظ لا ينتفع بها إلا أهل اليقين، واليقين هو عقد القلب على الإيمان من غير تردد
وقد أطال العلماء في ذكر النظر في الأرض، وكيف يستدل بها على عظمة الخالق تعالى، وأن الذي خلقها على كل شيء قدير. فأنت مثلا تسير في أرض واسعة صحراء، ثم بعد قليل تصل إلى أرض جبلية صخرية فيها جبال منبسطة، ثم تصل إلى أرض جبلية فيها جبال شامخة مرتفعة ارتفاعا كبيرا، ثم تأتي أيضا أرضا رملية فيها من الكثب الرمال المرتفعة ما كأنه جبال أي: كأن تلك الرمال جبال مرتفعة عن مستوى الأرض، وكذلك أيضا تأتي أرضا سبخة لا نبات فيها، وتأتي أرضا لينة فيها مستنقعات الماء، وتأتي أرضا لينة فيها النبات من كل أنواع النباتات وهكذا. لا شك أن هذا دليل على عظمة من أوجدها.

line-bottom