لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173952 مشاهدة print word pdf
line-top
القرآن يحث على التفكر في الكون

...............................................................................


وإذا قرأ القرآن مثلا وجد أن الله تعالى يحث عباده على أن يتفكروا وعلى أن يعتبروا بالآيات الكونية التي نصبها لعباده، فمثلا قول الله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا يذكر العباد بأنه جعل لهم الأرض مهادا. والمهاد هو الوطاء أو الفراش اللين الذي يمكن البقاء عليه، وكذلك هذه الأرض فإنها مهاد، وكذلك قول الله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وفي قراءة: الذي جعل لكم الأرض مهادا أي: فراشا، وكذلك في آية أخرى قول الله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا .
لا شك أنها آية عظيمة حيث جعل هذه الأرض وبسطها، وجعلها قرارا قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً إذا تذكر العبد هذه الآية العظيمة عرف بها عظمة الخالق، الذي خلق هذه الأرض وبسطها، ثم فيها ما يدل أيضا على الآيات والعبر؛ ولذلك يقول الله تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ أي: عبر ومواعظ لا ينتفع بها إلا أهل اليقين، واليقين هو عقد القلب على الإيمان من غير تردد
وقد أطال العلماء في ذكر النظر في الأرض، وكيف يستدل بها على عظمة الخالق تعالى، وأن الذي خلقها على كل شيء قدير. فأنت مثلا تسير في أرض واسعة صحراء، ثم بعد قليل تصل إلى أرض جبلية صخرية فيها جبال منبسطة، ثم تصل إلى أرض جبلية فيها جبال شامخة مرتفعة ارتفاعا كبيرا، ثم تأتي أيضا أرضا رملية فيها من الكثب الرمال المرتفعة ما كأنه جبال أي: كأن تلك الرمال جبال مرتفعة عن مستوى الأرض، وكذلك أيضا تأتي أرضا سبخة لا نبات فيها، وتأتي أرضا لينة فيها مستنقعات الماء، وتأتي أرضا لينة فيها النبات من كل أنواع النباتات وهكذا. لا شك أن هذا دليل على عظمة من أوجدها.

line-bottom